نورة شرواني تنال الدكتوراه عن الكفايات المهنية في الصحافة السعودية

رصدت الباحثة نورة يحيى أحمد شرواني، الكفايات المهنية في الصحافة السعودية، في أطروحتها التي قدمتها لنيل درجة الدكتوراه من كلية الاتصال والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان عنوان الرسالة (الكفاياتُ المهنيةُ للقائماتِ بالاتصالِ في الصحافة السعودية وعلاقتها بمستوى الأداء المهني: دراسةٌ مزجيَّةٌ في ضوءِ مدخلِ الممارسةِ المهنيةِ مع مقياسٍ مقترح) وقامت بقياس الكفايات المهنية الصحفية الواجب توافرها في القائماتِ بالاتصال، وعلاقتها بالأداء والممارسة الصحفية المهنية، وقدَّمتِ الدراسةُ نموذجاً لمقياسٍ مُطوِّر لقياس الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال، واعتمدتِ الباحثةُ في الدراسة على المزجِ بين منهج الدراسة الكمية ومنهج الدراسة الكيفية، واعتمدتِ الدراسةُ على أكثر من أداة، تمثَّلت في: المقابلات مع رؤساء ومديري التحرير في عدد من الصحف السعودية، وزِّعَت استبانة إلكترونيّة على عينة تتمثلُ في القائمات بالاتصال في الصحف السعودية بلغت (100) مفردة، وتوصَّلت الدراسةُ إلى عددٍ من النتائج، منها: حدَّدتِ الدراسةُ الحالية الكفايات اللازمة للقائمات بالاتصال في الصحف السعودية، من: (كفاياتٍ رقمية وفنية، كفاياتٍ اجتماعية وذاتية، كفاياتٍ معرفية مهنية، كفاياتِ الكتابة والتحرير والنشر الصحفي، كفاياتِ الابتكار والإبداع، كفايات القيادة والإدارة).
وأظهر نموذج المقياس المقترح قبولاً واستحساناً، لدى رؤساء ومديري التحرير، خلال تطبيقه في عددٍ من الصحف السعودية مع بعض الاقتراحات للتعديل والإضافة، كما تصدَّرت الكفايات الرقمية والفنية كأحدِ أهم الكفايات الواجب توافرها في القائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، الأمر الذي يُعزِّزُ الحاجة الملحة للمعرفة الرقمية، ويعكس ضرورة مُلحة لتطوير مناهج الإعلام الأكاديمية لتواكب العصر، وأظهرت جميع الكفايات الداخلية (الدوافع، الصفات، المفهوم الذاتي، المعرفة) والخارجية (بيئة العمل العامة والخاصة) تأثيراً كبيراً على الملامح المهنية الجديدة، يشير ذلك إلى أنَّ التطويرَ المهني في هذا المجال يتطلبُ مقاربة شمولية تدمجُ التحفيزَ الشخصي مع الدعم البيئي، كما أظهرت النتائج أنَّ هناك تبايناً في الآراء حول كفايات الكتابة والتحرير مقارنة بالإبداع والابتكار، ما يشيرُ إلى اهتمامٍ أكبر بالقِيم المضافة للإبداع في العمل الصحفي، وأشارت النتائج إلى ضعفِ الاهتمام بكفايات القيادة والإدارة، الذي قد يكون مؤشراً على محدودية التمثيل القيادي للنساء في الصحف، ووجدت الدراسة أنَّ القائماتِ بالاتصال في الصحافة السعودية يتَّسمن بإصرارهن على النجاح، ورغبتهن في إثبات الذات، على الرغم من وجود تحدياتٍ اجتماعية ومهنية، وأكدت نتائج الدراسة على أنَّ بيئة الإعلام السعودي مُشجعة للإبداع ومناسبة لكلا النوعين الاجتماعيين (الذكر- الأنثى) ومع ذلك، فإنَّ وجود معايير غير مكتوبة، أو عُرفية في بعض المؤسسات قد يسبب غموضاً في تنظيم العمل.
وأوصت الدراسة، المؤسسات الصحفية، باعتماد مقاييس علمية لتقييم الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، سعياً لتطوير المؤسسة الصحفية ودعمها بالكفاءات المؤهلة، ويمكن لهذه المؤسسات الاستفادة من نموذج المقياس المقترح في الدراسة الحالية مع إجراء أي تعديلات تتناسبُ مع المؤسسة الصحفية، ووضع أدلة تنظيمية وإجرائية للعمل داخل هذه المؤسَّسات للرفع من كفاءة العاملين، واستثماراً لرأس المال البشري وتعزيزاً واستثماراً للقدرات والمهارات المتوافرة لدى القائمات بالاتصال داخل هذه المؤسسات الصحفية، واعتماد معايير تنظيمية مكتوبة داخل المؤسسات الصحفية لتعزيز المهنية وتحديد الأدوار العملية والأداء المهني والحدّ من الغموض التنظيمي، وتفعيل آليات للتقييم والمراجعة الدورية للبيئة الصحفية، داخل المؤسَّسات الصحفية، لضمان توافقها مع رؤية المملكة 2030 والتحديثات التطويرية التي تستحدثها باستمرار وزارتا الإعلام والموارد البشرية، إضافة إلى لوائح وتنظيمات الهيئة العامة للإعلام، وتقديم برامج تطوير مهني متقدِّمة للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية ذوات الخبرة (5-10 سنوات)، لتحفيزهن على البقاء والمساهمة الفعَّالة في تطوير المؤسسات الصحفية، مع التركيز على الكفايات الأقل توفراً لديهن، وتوفيرُ حماية وظيفية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، العاملات في وظائف غير رسمية، مثل: تقديم عقود عمل مرنة، وضمان حقوقهن المهنية بالتعاون مع الجهات الحكومية كوزارة الموارد البشرية، ودعم برامج تُعزِّز تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وإتاحة الفرصة للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية الالتحاق ببرامج قيادية وبناء المهارات الإدارية، وتدريس مقررات أكاديمية، تركز على الكفايات المهنية مع التدريب والتطبيق الميداني داخل المؤسسات الصحفية، وتحديد الكفايات المهنية للممارسة الصحفية، ووضع المعايير الوظيفية المناسبة وإصدار التشريعات اللازمة في المجال، وتنظيم منتديات وفعاليات دورية تهدفُ إلى مناقشة رأس المال البشري في المؤسسات الصحفية، لضمان تطوير الكفايات الصحفية المهنية للقائمات بالاتصال والتعرف على أحدث الدراسات والبحوث، وإجراء مزيدٍ من البحوث والدراسات حول الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية، وتركيز الباحثين على تقديم وتطوير مقاييس علمية لقياس الأداء المهني الصحفي داخل المؤسسات الصحفية، واعتماد أحد أنظمة الجودة التميُّز المؤسسي، لضمان الجودة داخل المؤسسة الصحفية.
واقترحت الباحثة تقديم مزيد من البحوث في اتجاه دراسات الكفايات المهنية الصحفية، والتوسع في تناول مجالاتها وأبعادها لضرورة تجويد المهنية الصحفية، كما تقترحُ الباحثة أن يتناولَ الباحثون مستقبلاً دراسات القائمات بالاتصال في جميع المجالات منها دراسة التأهيل والتدريب وغيرها، وتنفيذ بحوثٍ مستقبلاً تتعلق بدراسات المقارنة بين الكفايات المهنية للقائمات بالاتصال في الصحافة السعودية والقائمات بالاتصال في صحافة دول أخرى، لمقارنة أهم الكفايات الصحفية المهنية بين الدول والمملكة.
أشرف على الأطروحة، الدكتور عبدالنبي عبدالله الطيب النوبي، وناقشها الدكتور عبدالله الرفاعي، والدكتور علي شويل القرني.